قصص في الأمانة

بسم الله الرحمن الرحيم

قصص في الأمانة

نحن في زمان قلت فيه الأمانة، وكثرت فيه الخيانة، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون، وإذا اؤتمنوا خانوا، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى أصبح يقال:إن في بني فلان رجلاً أميناً، لندرة الأمانة بين الخلق، وكأن الناس ما علموا أن الأمانة والرحم يقفان يوم القيامة على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، لعظم أمرهما وكبر موقعهما، وليطالبا من يريد الجواز بحقهما.وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم، فبها يتبايعون، ويتعاملون، ولهم في ذلك قصص وأخبار .

-   
من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه:حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال:خذ الدنانير، فامتنعت وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، صليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا: إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا:لإمامنا بنت فزوجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولداً بكراً، فمرضت في نفاسها، فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها:لهذا قصة، وحكيت لها، فبكت وقالت:أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي، ويقول:اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ، وقد استجاب الله منه، ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد.وقال ابن المبارك: استعرت قلماً بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه .

-
في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم واسمه القُبُقلار، رجلاً من قضاعة يقال له ابن هزارف، فقال له:ادخل في هؤلاء القوم– يعني المسلمين– فأقم فيهم يوماً وليلة ثم ائتني بخبرهم .فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين، فأقام فيهم يوماً وليلة، ثم رجع إلى قائد الروم، فقال له القائد:ما وراءك ؟قال: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رجم لإقامة الحد فيهم .فقال القائد: لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم عليّ .بهذه الكلمات اليسيرات عبّر هذا العربي عن بعض أسرار القوة التي عند المسلمين، والتي كانت من أسباب نصرهم على جيوش أكثر منهم عدة وعتاداً .

-في احد الايام كان هناك حارس
بستان...دخل عليه صاحب
البستان...وطلب منه    ان يحضر له رمانة حلوة الطعم....فذهب الحارس واحضر حبة رمان وقدمها لسيد البستان

وحين تذوقها الرجل وجدها حامضة ....
فقال صاحب البستان:....قلت لك اريد حبة حلوة الطعم...احضر لي رمانة اخرى
فذهب الحارس مرتين متتاليتين وفي كل مرة يكون طعم الرمان الذييحضره حامضا ...

فقال صاحب البستان للحارس مستعجبا: ان لك سنة كاملة تحرس هذا البستان .... ألا تعلم مكان الرمان الحلو ?

فقال حارس البستان: انك يا سيدي طلبت مني ان احرس البستان...لا ان اتذوق الرمان ... كيف لي ان اعرف مكان الرمان الحلو ..
فتعجب صاحب البستان من امانة هذا الرجل...واخلاقه...فعرض عليه ان يزوجه ابنته وتزوج هذا الرجل من تلك الزوجة
الصالحة.....وكان ثمرة هذا الزواج
هو :
عبد الله ابن المبارك

بو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان له عبد مملوك، وكان يأكل من خراجه يعني: ذلك العبد ليس بحاجة إلى استخدامه؛ فيرسله يكتسب يعني يكتسب ... منه أبو بكر قال: هل تعلم ما مدخل هذا الطعام؟ قال: لا. قال: إني كنت في الجاهلية تكهنت لرجل وما أحسن الكهانة، فلقيني هذا اليوم وأعطاني هذا الذي أكلت منه أي حلوان كاهن وأجرة تكهن، ولما سمع بذلك أبو بكر -رضي الله عنه- أدخل إصبعه في فمه وقاء كل ما أكله كله

فقيل له: لو رفقت بنفسك إنما هي لقيمات يسيرة، فقال: لو لم يخرج إلا بخروج روحي لأخرجته

من ذلك ما أخرجه الإمام أحمد من حديث إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قدم على عمر رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين فقال عمر : والله لوددت أني وجدت امرأة حسنة الوزن تَزِنُ لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين , فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل : أنا جيدة الوزن فهلمَّ أزِنْ لك , قال: لا , قالت : لِمَ ؟ قال: - إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا وأدخل أصابعه في صدغيه – وتمسحي به عنقك, فأصيب فضلا على المسلمين [1].

أ-خرج أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن سعيد أن معاذ ابن جبل رضي الله عنه كانت له امرأتان، فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ من بيت الأخرى، ثم توفيتا في السقم الذي أَصابهما بالشام والناس في شغل، فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أَيتهما تقدّم في القبر.

-أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن أبي سنان أن عمر بن عبد العزيز كان يسخن له الماء في مطبخه فقال لصاحب المطبخ أين يسخن هذا الماء قال في المطبخ قال انظر منذ كم تسخنه في المطبخ فأخبرني به قال منذ كذا وكذا قال انظر ما ثمن ذلك الحطب قال كذا وكذا فأخذه عمر فألقاه في بيت المال .

- وروى الطبراني في الكبير عَنْ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ  -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ  -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ، قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، انْظُرِي اللِّقْحَةَ الَّتِي كُنَّا نَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا ، وَالْجِفْنَةَ الَّتِي كُنَّا نَصْطَبِحُ فِيهَا، وَالْقَطِيفَةَ الَّتِي كُنَّا نَلْبَسُهَا، فَإِنَّا كُنَّا نَنْتَفِعُ بِذَلِكَ حِينَ كُنَّا فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا مِتُّ، فَارْدُدِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ  -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ، أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبْتَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكَ. (المعجم الكبير للطبراني

-قال نافع خرجت مع ابن عمر رضي الله عنهما في بعض نواحي المدينة فوضعوا سُفرة فمر بهم راعٍ فقال له عبد الله : هلم يا راعي .
فقال : إني صائم
قال : في مثل هذا اليوم الشديد حره في هذه الشعاب ؟
قال : أبادر أيامي
قال : هل لك أن تبيعنا شاة ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه ؟
قال : إنها لمولاي
قال : فما عسى أن تقول لمولاك أكلها الذئب ؟
فمضى الراعي وهو رافع وهو رافع إصبعه إلى السماء يقول : أين الله ... فأين الله
فلم يزل ابن عمر يقول : قال الراعي : فأين الله ، فبعث إلى سده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم


آخر تحديث
4/26/2012 10:35:39 PM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :