دراسة تحليلية لقنوات mbc

بسم الله الرحمن الرحيم

في بيوتنا عدو لنا يتربص بنا ليهدم ديننا وأخلاقنا .. دونكم خطته التدميرية :

دراسة تحليلية لقنوات الـ MBC الأجنبية

تعتبر مجموعة قنوات الـ MBC من أقوى القنوات في الفضاء الإسلامي والعربي ومن أقدمها عمراً ، لذا نرى تزايد عدد جمهورها وتفوقها على القنوات الأخرى في خبرتها الإعلامية والمهنية، وهي مع هذا التقدم الحرفي والفني أثارت ضجة واسعة حول أهدافها وطريقة تعددها وانتشارها، وكثير من هذه الآراء تعد انطباعاً عند مشاهدة عابرة ولم تبنَ على دراسة علمية واقعية، وفي هذه الدراسة أردت أن أتعرف على حقيقة هذه القنوات بأسلوب علمي وموضوعي.

ففي يوم السبت 29 جمادى الآخرة عام 1428هـ الموافق 13 يوليو عام 2007م بدأت أسجل القنوات محل الدراسة لأحلل مضمونها وأدرس محتواها، فأسأل الله الإخلاص والتوفيق والعون في هذه الدراسة.

تساؤلات الدراسة:

تجيب هذه الدراسة عن تساؤلين اثنين هما :

1. هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟

2. هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره ؟

القنوات محل الدراسة:

أجريت هذه دراسة على ثلاث قنوات من هذه المجموعة هي: MBC2)) ، (MBC4

(MBC ACTION )، واخترت هذه القنوات لتقاربها في الوسيلة والطريقة فكلها قنوات مترجمة عن برامج وأفلام أجنبية، أما قناتي MBC1 ، MBC3 فالأولى تعتمد على البرامج والأفلام العربية، والثانية متخصصة ببرامج الأطفال، فلهما مجال بحث آخر.

وتم تسجيل ثمان ساعات متواصلة لكل قناة بشكل عشوائي ، واخترت ثمان ساعات لأستنتج ما يدور في ثلث اليوم الواحد بأسلوب علمي منهجي ، والثلث كثير.

الدراسة بالأرقام:

سأضع نتائج الدراسة في ثلاث جداول يحتوي كل منها على نتائج الدراسة لـ 8 ساعات ، ثم أحدد النتيجة التقريبية لكل بند في اليوم والأسبوع والشهر والسنة.

وطلباً للاختصار سأترك التعليق على محتوى هذه النتائج العددية للقارئ الكريم.

وأود أن أوضح أموراً هامة من خلال هذه النتائج ومن خلال ما رصدته من برامج وأفلام القنوات محل الدراسة:

نتائج الدراسة:

من خلال التأمل بأرقام كل بند نرى خطورة هذا النوع من القنوات، ونستطيع أن نجيب على تساؤلي الدراسة بما يلي:

1. هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟

يتضح أن هذه القنوات محل الدراسة أمريكية الصنع والمنشأ، وهي تريد تلميع المجتمعات الأمريكية، ونشر القيم الأمريكية في المجتمعات المسلمة، في سنة واحد "كلمة أمريكا أو أحد مدنها" ستتكرر في mbc2 (14040 ) مرة، وفي mbc4 (39960 ) مرة، وفي mbc action (20520 ) مرة، وراجع بقية البنود المتعلقة بأمريكا تجد أنها تعبر عن واقع خطير لهذه القنوات.

2. هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره ؟

تظهر الأرقام السابقة أن هذه القنوات تدعو للحرية والتفلت عن القيم والاعتقادات الدينية، انطلاقاً من تسليط الضوء على مجتمع يغلب عليه الانحلال الخلقي، ففي سنة واحد قد نشاهد " الخمر" في صور متعددة (44280) مرة في mbc2 ، و"المراقص الليلية" سترى (31320) مرة في نفس القناة، وتأمل في بقية البنود ذات الصلة تجد أنها حرب على الدين ومظاهر التدين في المجتمع المسلم.

وبعد هذا الإجمال في الإجابة عن تساؤلات الدراسة، سأتحدث عن ثلاث محاور هي:

أولاً: عقائد فاسدة:

تحتوي قنوات mbc محل الدراسة على عدد من الانحرافات العقيدة ومن أبرزها:

تقديس الصليب، واللجوء له في أحلك الظروف، فذلك الجندي الذي يطلب منه التقدم في أرض المعركة وفي نقطة قتل فيها كثير من أصدقائه يقبل الصليب ثم ينجو من موت محقق، إن المظاهر النصرانية واضحة في هذه القنوات من خلال إظهار كنائسهم وتوديعهم الموتاهم ومقابرهم التي ينتشر فيها الصليب، ففي فيلم City hall يظهر العمدة وهو يقبل تابوت الصغير الذي قتل أثناء تبادل لإطلاق النار بين الجندي وأحد المجرمين، ثم يفعل إشارة الصلاة النصرانية (باسم الآب والابن وروح القدس ).

فالدعوة للنصرانية دعوة خفية تبثها هذه القنوات وهي أخطر من الفضائيات التنصيرية التي توجه خطابها بشكل مباشر.

ومن الأفكار التي شاهدتها في هذه القنوات الدعوة للكهانة والسحر ففي إعلان للمشاركة في فيلم Harry Potter هذا الفيلم يحتوي على دعوة صريحة للسحر والشعوذة وتعلمها ولننظر لنص الإعلان:

"فائزان محظوظان يسافران (للأردن) يقيمان في فندق فاخر سيزوران موقع التصوير والالتقاء بأبطال الفيلم .. للاشتراك أرسل كلمة (عرَّاف) " ثم تعلن أرقام لكثير من دول منها السعودية.

ومن الأفكار التي بثتها هذه القنوات تعظيم الأصنام وعبادتها والعكوف عندها واعتقاد أنها هي التي تصرف الكون كما في فيلم The Ttiumph of love

بل نجد أن الدعوة لإنكار الخالق سبحانه وتعالى نلمسه في بعض الأفلام كفلم Quanfum Leap جاء في مقدمة الفلم قولهم : " وتسير قوة مجهولة لتغير التاريخ نحو الأحسن".

ثانياً: أمركة المجتمع :

1. كل الأفلام التي تم رصدها هي أفلام أمريكية وتصور حال المجتمع الأمريكي، وتحاول من خلال نشر هذه الأفلام نشر القيم والأخلاق الأمريكية، كما أن تعظيمها للشرطي الأمريكي وقدرته الفائقة والخيالية على الإنجاز وتجاوز الأزمات والنجاح يسبب حالة من الهزيمة النفسية في نفوس المسلمين، وهنا أتسأل هل أصبحت قنوات الـ MBC أداة إعلامية يحركها البنتاغون ؟!.

2. نلاحظ في النتائج تكرار العلم الأمريكي، و(كلمة) أمريكا أو أحد مدنها، وكلمة CIA والمباحث والشرطة الفيدرالية، أقول هنا (كلمة) دون صور الجنود ورجال الأمن الأمريكي، وهذا دليل واضح على تعظيم المؤسسات الأمنية الأمريكية وتضخيم دورها، ولا أعلم لمصلحة من يتم هذا التعظيم؟! .

3. ماذا لو افتتحت قناة إسلامية مخصصة لبث أفلام المعارك الإسلامية في القديم فهل يقال أنها مجرد أفلام تعبر عن واقع أم تضعها أمريكا على قائمة الإرهاب وأحد قنوات محور الشر؟! إن ما تقوم به قنوات الـ MBC من نشر القتل والرعب واستهانتها بروح الإنسان ليستحق من كل مسؤول وولي أمر أن يقف معها وقفة صادقة، فإذا أردت أن تحبب القتل لأبنائك وتجعلهم يستسيغونه ويستسهلونه فما عليك إلا أن تعرضهم لقنوات الـ MBC مدة أسبوع واحد ستلاحظ الروح العدوانية التي اكتسبوها من هذه الأفلام . فمن الإرهابي هل هو المجتمع الأمريكي كما تصوره قنوات الـ MBC أم المجمتع المسلم ؟! ناهيك عن الرعب الذي ينتاب أطفالنا مشاهدة الأفلام المخيفة والمرعبة، فأين مؤسسات حقوق الطفل عن هذه الوسيلة المدمرة؟! .

ثالثاً: نشر الفاحشة والشهوات:

رأينا تلك الأرقام المخيفة التي توصلت لها هذه الدراسة ولا أريد إعادتها هنا طلباً للاختصار، إنما أريد أن أؤكد على أن هدف إثارة الشهوات الكامنة ونشر الفاحشة والدعوة الصريحة للزنا واضح في هذه القنوات وسأعرض بعض الأمثلة هنا:

ففي فيلم Jake in progress حث على الزنا الصريح وإقامة العلاقات المحرمة ،حتى المرأة الحامل لكي يأتيها (الطلق) عليها أن تعاشر شخصاً غير زوجها، إن تلك الصورة التي تجمع تلك المرأة الحامل مع ذلك الشاب الذي دعته، وقد أقاما علاقة محرمة تثير الاشمئزاز وتدعو للفحش والعهر.

وفي فيلم Popular شباب وفتيات يتنافسون على الصداقة والعلاقة المحرمة.

وفي فيلم Star Raving mad دعوة صريحة للفاحشة –أيضاً-، تقول الفتاة في ملابسها الفاتنة لذلك الرجل قوي البنية :" إذا سُمح لك بارتكاب خطيئة غير أخلاقية وغير حضارية، وفي اليوم التالي لن يذكر أحد ذلك فماذا ستفعل؟! "، كيف حال الشباب والفتيات وهم يشاهدون مثل هذه المواقف المثيرة لهم ؟!

وفي فيلم Clook stoppers نرى ذلك الشاب وهو يريد التعرف على فتاة جميلة أجنبية ولم يستطع الظفر بها، وتم بينهما لقاء أولي ، وبعد وقت تكونت من خلاله صداقة بينهما حتى أنها رافقته في مطاراته ومواقفه الصعبة.

والفكرة الأساسية لفيلم The Ttiumph of love مبنية على أن الحب يغير كل شيء، فنشاهد الأميرة الجميلة التي أخذت تبحث عن حبيبها حتى تقمصت شخصية شاب وسيم فأغرت الكاهنة بالحب، ثم توجهت إلى الكاهن فتعرف على شخصيتها الحقيقية حتى أغرته بالحب، إلى أن وصلت إلى حبيبها الذي تبحث عنه، وقالت الفتاة حينها: " يستطيع الحب أن يشوش عقل أي كان حتى عقل عقلاني شهير "

وفي نظرة فاحصة للإعلانات التجارية نجد أنها تسوق المواد الإعلانية عن طريق إثارة شهوات الجمهور، وإلا ما شأن مشروب "البسيبسي" بذلك الرقص المثير من الشباب والفتيات، وما الرابط بين إعلان لمكيف وبين عارضة الأزياء، بل رأينا في إعلان (سفن أب) امرأة شبه عارية مضطجعة على ماء الشلال الراكد وبجوارها سرير آخر يأتي شخصية "سفن أب" ويضطجع بجوارها وهي تنظر إليه بإعجاب وميل وكأنها تنظر لشاب في غاية الجمال.

إننا أمام حملة فكرية شهوانية مدمرة تحتاج منا إلى وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض.

وفي ختام هذه الدراسة أدعو القائمين على قنوات الـ mbc أن يتقوا الله في المسلمين وفي عقيدتهم وأخلاقهم، فيكفي كل ما مضى من الإضلال عن منهج الله تعالى، وإن في العمر لمتسع للتوبة والإنابة وتصحيح الخطأ الذي لن ينساه التاريخ وستحفظ الأجيال القادمة أن هذه القنوات حربة المستعمر الإعلامية التي طعنت الأمة من الخلف، يقول الله تعالى ( وَمَن يَعمَلْ سُوءًا أَوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُراً رَّحِيماً ) {النساء: 110}

وأدعو – أيضاً- دعاتنا ومشايخنا الذين اجتهدوا في الدخول في قنوات الـ mbc أن يدرسوا هذه القنوات بعناية وأن يبادروا في مشروع لإصلاح الخطر العميق لهذه القنوات، وأدعو الله تعالى أن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وألا يكون في ظهورهم مساهمة في استقطاب جمهور جديد لها، ولا أن تحصل على الشرعية من خلال ظهورهم.

ثم أدعو الحكومات الإسلامية أن تقف أمام هذا الانحراف الخطير الذي تخطط له وتنفذه هذه القنوات، فهي قد تجاوزت حكوماتها ووضعت يدها مع المحتل ودعت صراحة إلى أمركة المجتمعات المسلمة، ولدى الحكومات من الوسائل ما يمكنها من إيقاف أو تخفيف هذا الخطر الكبير الناجم عن قنوات الـ MBC وغيرها ممن سار على نهجها أو قريب منه.

ولمسنا من خلال الدراسة تعليم هذه القنوات للشباب على الإخلال بالأمن ومواجهة رجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين فإننا أمام وسيلة مدمرة ومخلة لأمن البلاد المستقرة فعلى المعنيين بالأمن أن يلتفتوا بجدية لها ويدرسوا خطورتها على أمن المجتمعات المسلمة.

أتمنى أن تكون هذه الدراسة قد أعطت صورة حقيقية لواقع قنوات MBC بعيداً عن الظنون والتوقعات ، وأسأل المولى القدير أن يبارك في أثرها وأن يجعلها خالصة لوجهة الكريم.

* كتب الدراسة أخوكم / عبدالكريم آل عبدالمنعم ، باحث وأكاديمي.

وبعد عزيزي القارئ ..

لئن كنت فيما مضى تظن أن الشر والتوجيه الفاسد موجود في تلك القنوات فها أنت تراه بعينك فالظن بات يقينا.. فهل سيكون لليقين في حياتك من أثر !

أما إنه لو أقسم مقسم أن من جلب تلك القنوات لداره وأبنائه ثم ترك الحبل لهم على الغارب أنه غاش لرعيته ومفرط في أمانته لرأيت يمينه بارة ولا حنث عليه .. وإن تعجب فعجب أمر أب صالح وأم طيبة يدعوان الله في كل سجود أن يصلح أبناءهم وفي الوقت نفسه جلبوا لهم معاول الفساد الإعلامي لتساكنهم وتكون صبوحهم وغبوقهم فكان حالهم كحال الأول إذ قال :

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ............ إياك إياك أن تبتل بالماء

أو كحال الثاني إذ نصح فقال :

متى يبلغ البنيان يوما تمامه ............. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

واليوم أنت ( البنَّاء ) واحد .. وغيرك ( الهدَّام ) مئات القنوات .. والكثرة تغلب الشجاعة .. ومن الغبن الظاهر أن يستضيف العاقل أعداءه في داره ليهزموه .


آخر تحديث
4/26/2012 1:50:45 PM